صنعاء - عبدالعزيز الهياجم :
كشفت مصادر مطلعة في صنعاء عن اتصالات جرت خلال اليومين الماضيين بين الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح وزعيم جماعة "الحوثيين" عبدالملك الحوثي وذلك للمرة الأولى منذ يونيو حزيران 2004 تاريخ اندلاع أول مواجهة بين الجيش اليمني وجماعة الحوثي والتي تطورت الى ستة حروب خلال السنوات التالية.
وقال قيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه صالح إن الرئيس اليمني السابق، دعا لفتح صفحة جديدة بين حزبه والجماعة، محملاً خصمه اللواء المنشق علي محسن الأحمر مسؤولية الحروب التي خاضها الجيش اليمني مع الحوثيين.
وفي تصريح لـ"العربية.نت" كشف القيادي المذكور عن خلافات عميقة بين صالح والقيادات الموالية له من جهة، وبين تيار يقوده النائب الثاني الدكتور عبد الكريم الارياني وينادي بإصلاحات داخل الحزب وإعادة هيكلة تفضي إلى استقالة صالح من رئاسة المؤتمر الشعبي، لكسر العزلة المفروضة من قبل قوى التغيير وتمكين الحزب من إعادة ترتيب وضعه كحزب رائد في البلد وضمان عدم الوصول إلى طريق مسدود مع الأطراف السياسية الأخرى، وبما لا يضع المؤتمر الشعبي أمام المجتمعين الإقليمي والدولي كطرف يعرقل خطوات تنفيذ المبادرة الخليجية.
انقسام حاد داخل الحزبوفي تعليق على هذه الخطوات، تحدث لـ"العربية.نت" المحلل السياسي كامل عبد الغني قائلاً إن حزب المؤتمر الشعبي العام يواجه حالة انقسام حاد، بين تيار معتدل يسعى إلى التعايش مع المتغيرات، التي فرضتها حركة الاحتجاجات والتسوية السياسية المتمثلة بالمبادرة الخليجية، وتيار متشدد يدفع صالح إلى التمسك برئاسة الحزب والاستمرار في المشهد السياسي.
أما الهدف فيتمثل في تصفية حسابات مع خصومه الذين يتهمهم صالح بالوقوف وراء الاحتجاجات التي أفضت إلى إزاحته من رئاسة الدولة وخصوصا التيار الإسلامي المتمثل حزبيا بالتجمع اليمني للإصلاح، وقبليا بزعماء قبيلة حاشد من أولاد الشيخ الراحل عبدالله بن حسين الأحمر، وعسكريا بأبرز قادة الجيش وهو اللواء علي محسن صالح الأحمر قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية قائد الفرقة الأولى مدرع، الذي أعلن انشقاقه عن صالح وانضمامه إلى الثورة الشبابية التي شهدتها اليمن العام المنصرم 2011م.
ولفت عبد الغني الى أن صالح يسعى إلى الاستفادة من خلافات معارضيه، التي برزت إلى السطح خصوصا بين الإسلاميين والقوى الأخرى التي يأمل استقطابها وإبعادها عن التحالف القائم في إطار ما عرف بتكتل أحزاب اللقاء المشترك.
وكان الرئيس اليمني السابق فتح أبواب منزله لاستقبال قيادات في المعارضة وناشطين وناشطات بعضهم قاد حركة الاحتجاجات ضده، حيث تبادل معهم التهاني بحلول شهر رمضان وفقا لأخبار نشرتها صحف ومواقع موالية تابعة لحزب المؤتمر، ولما بثته قناة اليمن اليوم المملوكة لنجله أحمد.
وكان أبرز من زاروا الرئيس اليمني السابق في منزله، الدكتور محمد عبد الملك المتوكل أمين عام حزب اتحاد القوى الشعبية الذي ينضوي في إطار تكتل اللقاء المشترك، ويعد في الوقت ذاته من الأحزاب السياسية الحليفة للحوثيين.
وانتقد المتوكل تصريحات لقيادات في المشترك أكدت أن أحزابها لن تشارك في مؤتمر الحوار الوطني المرتقب، إذا ما شارك فيه الرئيس اليمني السابق أو نجله العميد أحمد علي عبد الله صالح قائد الحرس الجمهوري.
وقال المتوكل "رئيس الجمهورية السابق هو رئيس المؤتمر الشعبي العام حاليا، ومن حق المؤتمر أن يختار من يمثله في الحوار كما أنه حر في اختيار رئيسه".