(الملز) .. آخر (أوهام) الهلالين آسيويا

[كوفي]

ربما أن الهلال (معيون) آسيويا..!
ما يحدث له في بطولة دوري آسيا للمحترفين منذ عام 2001 أمر محير ويضع علامات استفهام حول طريقة الخروج المر، وحتى وهو في أوج قوته وتكامله يخسر من فرق أقل كثيرا عنه في المستوى والإمكانات ويأتي في مرحلة ما ويتوه لاعبوه وكأنهم لأول مرة يلعبون مع بعضهم ..!!

سيناريو مكرر في أغلب السنوات الماضية، تغير المدربون والرؤساء واللاعبون دون أن يحقق (زعيم آسيا) اللقب بنسخته الجديدة.

وفي خطوة (وهمية) حددت الإدارة الحالية العام الماضي ملعب (الملز – الأمير فيصل بن فهد) لتجاوز أزمة نفسية تحاصر الفريق ومنسوبيه في استاد الملك فهد الدولي، وفسره البعض (تشاؤما).. لا تشاؤم ولا طيرة.
هناك من زن على الإدارة الحالية حتى اقتنعت بهذا التبرير، على الأقل كوسيلة لتخفيف الضغوط على اللاعبين، ولكن شيئا لم يتغير بل تكرر الفشل بصورة أبشع وآخرها مساء أمس الأربعاء وفي حضور جماهيري حاشد ومؤثر وفعال الذي في النهاية ساند الفريق الكوري أولسان بعد أن مزق الشباك الزرقاء برباعية مع الرأفة.
هل تذكرون الشارقة، أم صلال، الوحدة الإماراتي، ذوب آهن، وفرق أخرى أحدها من شرق القارة (سامسونج الكوري الجنوبي) حضر بـ 14 لاعبا فقط وتأهل بركلات الترجيح..!

وفي أهم المراحل التي اقترب فيها الهلال من اللقب كانت مع البلجيكي جيريتس قبل عامين وهو في أجود مستوى بأفضل عناصر ولكنه خسر من ذوب آهن الإيراني بالحظ في الدور نصف النهائي.
في الكثير من المرات يكون العمل ضعيفا، والاستعداد مرتبك والعناصر ناقصة فتحل الكارثة، لذا يجب أن يطرد الهلاليون أوهام التشاؤم وغيرها، ويعملوا بما تتطلبه المرحلة من إصلاحات حقيقية وعادلة ومنطقية، كي لاتتكرر المآسي..

ولو عدنا لمباراة أمس، ففي الأصل الهلال لم يوفر اللاعبين الأجانب الذين يخدمون الفريق ويسدون ثغرات الاحتياج الفني كالدفاع والمحور والهجوم، حتى أنه حينما أصيب ياسر القحطاني قبل اللقاء بـ 24 ساعة لم يكن له بديل يعوضه..! والإدارة تدرك جيدا وتعرف يقينا أن الفريق بحاجة لأجانب في المراكز التي أشرت إليها منذ منتصف الموسم الماضي، ومع ذلك لم تتحرك جيدا وأبقت هرماش وبيونغ بعد أن تعاقدت في وقت متأخر مع المدرب (كومبواريه) الذي جلب المدافع مانجان خلفا لأسامة هوساوي .. في حين كان بإمكانها اختيار أفضل من هؤلاء الثلاثة بنظرتها أو عن طريق مختصين بما يكفل سد الثغرات قبل وقت كاف، علما أنها تداركت نفسها في آخر لحظة وتعاقدت مع (البرازيلي) ويسلي لوبيز الذي صار علامة فارقة فنيا وتهديفيا في الفريق الأزرق والدوري حتى الآن.

والإدارة التي جددت ولايتها قبل شهرين مازالت تصر على جلب لاعبين من أوروبا بمبالغ باهظة وتصر على تكرار هذه الصفقات المكلفة دون أن تستفيد من الدروس.
أضف إلى ذلك عدم اختيار المدرب الذي يكون في مستوى الطموحات وما يصرف عليه من رواتب ومقدم عقد، ولذا جاءت النهاية هذه المرة علقما وبنتيجة مذلة مع الرأفة، علما أن جميع اللاعبين كانوا خارج الفورمة، ومع ذلك كان بإمكان المدرب كومبواريه أن يتحرك سريعا بعد الهدف الثاني مباشرة ، فهناك مدربين حينما يجدون أن أغلب اللاعبين خارج الفورمة يلجؤون إلى تغيير لاعب أو اثنين سريعا بإخراج الأقل عطاء وحركة لبث روح جديدة، بيد أن كومبورايه بقي متفرجا يفرك يديه ويعرك عينيه ويقطب حاجبيه وينفض أوراقه ويرمق من حوله مذهولا..!
وهكذا جاءت النهاية مؤلمة وموجعة وبنتيجة تحمل دروسا خاصة.


باختصار شديد .. الإدارة صرفت الغالي والنفيس منذ خمس سنوات لتحتفل بكأس آسيا ولكنها لم تعمل كما ينبغي على صعيد المدربين واللاعبين .. عدا مرحلة جيريتس التي هي امتداد لعمل كوزمين..

ونحن - جميعا - مازلنا نعيش (وهَم) قوة الدوري السعودي، لذا (نرسب) حينما نلعب مع فرق أكثر تنظيما واحترافية ومنطقية ولاسيما من شرق القارة.. دون التقليل من تأهل الاتحاد والأهلي اللذين نأمل لأحدهما حيازة الكأس بعد ديربي خاص ننتظره بشوق..


تمريرات:

هل تعمل الإدارة من الآن للفترة الشتوية؟!
هل تتخلى عن مكابرتها وتعين إداريا فاهما وذو شخصية يكون قريبا من المدرب ويحل المشاكل المحيطة بالفريق؟
هل تحرص على إضافة مدرب وطني يتعلم من المدربين الأجانب ويكون حاضرا للمستقبل؟
هل تعمل على اختيار (قائد) في الملعب يكون في مستوى المسؤولية بعد ياسر؟
هل هي قادرة على مواجهة أخطائها؟
هل لديها من يقيًم عمل المدرب؟
هل أدى كومبواريه مسؤولياته الفنية والإدارية (كمدير فني) في التدريب والمباريات؟