هل خطفت برامج التواصل الاجتماعي علاقات الأسر والأصدقاء لحساب تواصل عام بعيد، وأفقدتنا حميمية التجمع والأحاديث البينية؟ سؤال مستهلك يستدعي إجابة مستهلكة، ومفترضة بنعم.
لكن الأمر ليس كذلك، فلا أتوقع أن يضر الاتصال الاجتماعي الإلكتروني عبر النت بالتواصل الاجتماعي العادي للأسرة والأصدقاء، حتى وإن بدا لنا أن الأفراد يتخاطبون خارج دائرتهم المحيطة من الأسرة، وأنهم ممسكون بهواتفهم يتابعون آخرين.
بل على العكس هذا التواصل البعيد قد يكون مثريا للتواصل الاجتماعي الخاص والقريب، بإضافة معلومات وخبرات إلى تواصل الأسرة أو شلة الأصدقاء القريبة، بمعنى أن الفرد في المجموعة الضيقة يضيف ما يحصل عليه من إضافات وأخبار ورأي ليصب في تجديد فكر الأسرة أو المجموعة الصغيرة من الأصدقاء، بخلاصة التواصل الاجتماعي الواسع والبعيد عبر الإنترنت يثري التواصل البيني لأفراد الأسرة وشلة الأصدقاء بمعلومات وآراء متجددة.
هذا الكلام قد لا يوافق عليه الجميع من الظاهر، فالشلل والأسر وحتى الزوج والزوجة كل منهم على حدة يبدو مشغولا بجهازه عبر برامج التواصل الاجتماعي منشغلا عن رفيقه أو رفاقه الذين هم بجانبه، وقد يسمع الكلام الموجه له، أو لا يسمعه لأنه مشغول بتلفونه، وهذا غير صحيح.
فوجود الناس مع بعضهم لا يكون بالضرورة انتباها بكامله؛ على سبيل المثال عائلة في صالة الجلوس قبل التواصل الاجتماعي وتطوره لا يكون اهتمامهم لبعضهم بالكامل، فالأب يقرأ جريدة والأم تتابع برنامج تلفزيوني والأبناء يحلون واجبات المدرسة، فالتجمع الأسري الصغير في صالة جلوس، أو الأصدقاء في استراحة لا يعني حوارا بينيا متصلا بقدر ما يعني حضورا جسديا، ولكن قد يقوم حوار بين اثنين أو أكثر.
من هنا افترضت إيجابية للتواصل الاجتماعي الإلكتروني عبر الإنترنت، بصفته جدولا جاريا يصب في جانب المعلومة والرأي، وحتى البحث في ما يختلف عليه الناس، بل قد يخدم الطالب والطالبة في أعمالهما المدرسية وفعلا تقدم الأطفال المتواصلون عبر الإنترنت نوعيا في أدائهم الدراسي عن أقرانهم الذين لا يتواصلون عبر الأجهزة الإلكترونية الحديثة.
للتواصل الاجتماعي عيوبه فهو نهر يأتي بالكدر أحيانا لكن منافعه كثيرة في مجال إثراء الوسط الاجتماعي الصغير المغلق بأحداث، وأحاديث، وحراك المجتمع، فالاتصال الاجتماعي عبر الإنترنت يقوم اليوم بدور النميمة والإشاعة، وأيضا المعلومة الصحيحة والرأي البارع.
——————
نقلاً عن الاقتصادية
************
الكاتب:محمد العثيم
حملة السكينة
رابط الموضوع : http://www.assakina.com/awareness-ne...#ixzz3Na9d3c7m