منتدى وصحيفة أهالي محافظة المذنب الرسمية الفائز بجائزة الشاب العصامي بالفرع الإعلامي على القصيم

أميرمنطقة القصيم يشكر منتدى وصحيفة أهالي محافظة المذنب الرسمي

محافظ المذنب يدشن تطبيقات شبكة #أهالي_المذنب الرسمية للأجهزة الذكية ( حمل الآن )

 

 


مكتبة الشيخ:ابراهيم صالح الدحيم (رحمه الله) مقالات - خُطب الجمعة - جميع مايتعلق به

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-14-2011, 05:19 PM
إيقاع الساحه
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي مقال الشيخ :عبدالعزيز عبدالله العقيلي


طالما استجديت قلمي أن يكتب ما ينفع الله به فيكون ذخراً لي عند الله , لكنه كان يأبى علي محتجاً علي بقصوري عن مدارك البلاغة والبيان , غير أني –اليوم- ولهول الفاجعة وعظم المصيبة أطوعه أسيراً بين أناملي ليكتب شيئا يسيرا عن حياة رجل وإحسان إنسان ....
ولد الشيخ إبراهيم بن صالح الدحيم -رحمه الله –في عام 1389هـ وتوفي بعد أن أتم الأربعين في ليلة الخامس عشر من شهر رمضان عام 1429هـ ,
كنت أرى الشيخ إبراهيم – رحمه الله-في بلدي هو غفار البلد و دوسه وخزرجه وأوسه وبدره وشمسه ثم هوى كل ذلك في لحظة ليضم القبر جسده الطاهر , فإنا لله وإنا إليه راجعون
بدأت حفظ لقرآن على يديه وثلاثة من أشقائي وعدد من أبناء الحي والشيخ آنذاك – لم يتجاوز العشرين من عمره- واستمر اتصالنا المباشر به طيلة ثمان سنين , صبر الشيخ فيها علينا حين كان منا لهو الصبيان وعبثهم وصبر علينا فيها حين كان منا عناد من ناهزوا الاحتلام وضجرهم فجزاه الله عنا خيرا .
كان الشيخ – رحمه الله- خلال تعليمه لنا يضيق وقته عن الجلوس لنا وقت العصر , فأمرنا أن نأتيه بعد صلاة الفجر,فضاق وقته فأمرنا أن نأتيه بعد صلاة الظهر فضاق وقته فأمرنا أن نأتيه بعد صلاة المغرب فضاق وقته فأمرنا أن نأتيه بعد العشاء فلما ضاق وقته أمرنا أن نأتيه الساعة العاشرة صباحاً ثم استقر أمرنا على أن نأتيه بعد العصر ثم شاء الله أن ننتقل إلى حي آخر فكان يأتي إلينا هناك حتى أتممت على يديه حفظ القرآن العظيم , وأي أحد أمن علي بعد الوالدين من رجل جمع الله القرآن في صدري على يديه فجزاه الله عني خير الجزاء.
كان الشيخ يعضنا ويذكرنا بين الحين والآخر فكان من مواعظه التي ألقاها بعد الصلاة على جماعة المسجد كلمة عن " الموت " ولازلت أذكره وهو يرتجز :
يــا من بدنياه اشتغــل قد غـــره طول الأمـل
المـــوت يأتي بغتــــة والقبر صندوق العمل

فأخذتها أنا وأخوتي وجعلنا نرددها حتى حفظها أهلنا .....
كان الشيخ – رحمه الله- يحدث بين الأذان والإقامة , وكان يحثنا على الجلوس بعد صلاة الفجر حتى تطلع الشمس ويخبرنا عن عظيم الأجر في ذلك .
كان يحبب إلينا العلماء ويكثر من الحديث عنهم خاصة عن الشيخ عبد العزيز بن باز- رحمه الله- وألقى درساً مؤثراً في المسجد عام 1412هـ عن الشيخ العلامة عبد الرحمن السعدي- رحمه الله- فاشتقت لقراءة سيرته فأهداني كتابا عن الشيخ السعدي لازلت أحتفظ به .
كان الشيخ إبراهيم – رحمه الله – يصلي بنا في المسجد فيطيل الصلاة فعتب عليه كبار السن , فخفف الصلاة مراعاة لهم واجتنابا للخلاف ولا أعلم انه ترك الاعتكاف منذ عشرين سنة إلا عامين أو ثلاثة فإذا لم يعتكف خرج في بعض ليالي العشر إلى السوق يأمر الناس بالمعروف وينهاهم عن المنكر , وحج الشيخ إبراهيم- رحمه الله- كثيراً سنوات متتابعة ولم يقطعه عن الحج إلا الضرورة كمرض أمه وكنت مع أمه وهي(عمتي) رحمها الله يوماً وهي تحدثني عن بره وإحسانه بها وهي تبتسم ابتسامة الرضى عنه وتردد(إبراهيم ... إبراهيم )

ضعفاء ومساكين أعرفهم قصدوا الشيخ إبراهيم – رحمه الله – فكان بعد الله هو حبالهم وعصيهم ونبالهم وقسيهم, به يتقون المحن ويستظلون من حر الظلم وشدائد الزمن, وهو يصبرهم ويعينهم بكل ما يستطيع .
رأيت إقبال الشيخ رحمه الله على ربه ورأيت حب الناس له وإقبالهم فذكرت قول ابن القيم رحمه الله : (وأول الأمر وآخره هو الإقبال على الله بكلية القلب ودوام الدعاء والتضرع فلو وفى العبد هذا المقام حقه لرأى العجب العجيب من فضل ربه وبره ودفاعه عنه وإقباله بقلوب عباده إليه وإسكان الرحمة والمودة في قلوبهم )

فالسلام عليك – أبا حذيفة – يوم ولدت ويوم مت ويوم تبعث حياً , ونور الله قبرك ورفع قدرك كما رفعت للعلم والدعوة صرحا....
ولسوف يذكرك العباد في محاريبهم, ولسوف يذكرك العلماء- يوما- في دروسهم ومحاضراتهم , سوف يذكرك المستغفرون بالأسحار سوف يذكرك من علمتهم القرآن كلما تلوه آناء الليل وأطراف النهار .

كنت أراك شيخي المبارك – فأذكر الله تعالى واليوم أذكرك بعد موتك فأذكر قول الله تعالى ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه .......... الآية)
أذكرك اليوم فأذكر آية كنت تقرؤها في بداية الخطبة الأولى من كل جمعة ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ).
أذكرك اليوم فأحسبك ممن قال الله فيهم ( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين).

اللهم اغفر لشيخي أبي حذيفة وارفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين ولا تفتنا بعده يا رب العالمين .

عبدالعزيز بن عبدالله العقيلي
17 / رمضان / 1429هـ
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:57 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024,>