( الأسماء والأحداث الواردة .. من نسج الخيال )
:
ماذا أقولُ أيَّ شيءٍ أكتبُ .. ؟؟!!
حرفي على جمر الأسى يتقلَّبُ ..
:
:
جُرحي له في القلبِ ألفُ حكايةٍ ..
وحكايةٍ منها الورى تتعجَّبُ .
:
شعر بدوار شديد .. وصداع يطرق رأسه متناغماً مع دقات قلبه المضطربة ..
أخذت خلاياه كلها تصرخ في استجداءٍ .. أن يرحمها من هذا العذاب ..
أرهقه التفكير .. وهَدَّه الألم .. لم يعد يرى أمامه سبيلاً للخلاص ..
نظر بعتابٍ وأسى إلى صورة أبيه الغائمة متداخلة الملامح ..
ثم أغلق عينيه بيأس متمتماً : حتى أنت تركتنا ..
انتفض بهلع حينما ارتفع رنين هاتفه ..
تناوله بسرعة ..
ثم اكتست ملامحه بمزيج من الغيظ والكراهية والحقد والغضب فور رؤيته لاسم المتصل ..
حاول إخفاء مشاعره وهو يجيب :
ـ نعم ..
ـ لم يعد لديك الكثير من الوقت فيصل
ـ لكن ..
ـ لا يوجد لكن .. أمامك ساعة واحدة .. بانتظارك لا تتأخر .
ـ أخبرتك أنني لا أستطيع ..
أعطها حبة واحدة ، وسيكون الأمر سهلاً .
ـ كيف ؟ .. أنت مجنون .. لماذا تصر على إذلالي بهذه الطريقة ؟
ـ تعرف أنني وقعت في غرامها منذ دخلت علينا المجلس فجأة دون أن تعلم بوجودي .
ـ اطلب ما تريد غير هذا أرجوك .
ـ لا تماطل فيصل .. تعلم ما لدي وما أستطيع فعله به !
ـ أعلم ما لديك .. وأعلم ما تستطيع فعله .. كما أعلم أنك حقير ومجرم ..
ـ أجل لا تتأخر .
ـ لكن أولاً احذف الإعلان الذي وضعته بتلك الشاشة عند الإشارة ..
ـ أي إعلان ؟ أنا ما وضعت شيئاً .. هذه ظنون حبيبي .
ـ ليست ظنون أنا متأكد .. ليس هناك غيرك .. ولا يجرؤ على ذلك سواك .
ـ لا تحمل هم .. نحذفه .. من أجل عيونك وعيون ..
ـ اخرس يا مجرم ..
ـ قلت لك لا تتأخر .. أو سترى ما لدي على شاشة الإعلان .. سلام .
.....
أسرع يلملم شتات نفسه ويتأكد من حشو المسدس ، ووجود السكين .. وعباءة أخته والوسادة ،
ثم انطلق إلى سيارته يكاد يقتلع مقودها من التوتر والغضب ..
......
توقف بسيارته عند منزل سلطان وضغط منبه السيارة عدة مرات متتالية ..
وما هي إلا دقائق قليلة حتى خرج إليه سلطان يتهادى ويلوح بمسبحته ..
ـ كل شيئ جاهز يا بطل ؟
أجابه فيصل بإشاحة من يده نحو المقعد الخلفي ..
نظر سلطان بلهفة إلى المقعد الخلفي حيث تكومت الوسادة ملفوفة بالعباءة السوداء ..
لم يتبين بوضوح بسبب الزجاج المعتم ..
ابتسم في سعادة وهو يفرك كفيه .. ويدلف إلى السيارة بجوار فيصل ..
ـ أعطيتها حبة واحدة ؟
ـ بل اثنتان .. خشيت أن تفيق في خلال الطريق .
قالها فيصل ثم انطلق بالسيارة كالسهم يشق الطريق نحو خارج المدينة ..
ثم اتخذ طريقاً فرعياً دون أن يلتفت إلى سلطان ..
الذي صاح به : ما بك ؟ أين تذهب ؟ هذا ليس طريقنا .. ! أنسيت أم أنك سكران ؟!
قاطعه فيصل بضغطة شديدة على مكابح السيارة لتتوقف بعنف بالغ ويرتطم وجه سلطان بزجاجها الأمامي ..
ولم يكد يفيق من الصدمة حتى عاجله فيصل بطعنات متتالية بالسكين صائحاً :
خذ يا مجرم ..
خذ يا جبان ..
خذ ..
خذ ..
خذ ..
لا يدري كم عدد الطعنات التي وجهها له .. ولا عدد السباب واللعنات التي صبها على رأسه ..!
لكنه توقف عندما أحس بألم حاد يشق كف يده الممسكة بالسكين ..
ففي غمرة غضبه الجامح أصاب نصل السكين كف يده لتختلط دماؤه بدماء سلطان .. كما تعاهدا يوماً ..!!!
صديقه ورفيقه .. بل وحبيبه !!! نعم .. حبيبه الذي رسم حرفي اسميهما على كل جدار مرّ به وكل صخرة صادفتهما .. !
جمعهما الشيطان .. وأغرقهما في بحر الإدمان ..
وانحدر بهما نحو هاوية سحيقة من المعاصي والفجور والموبقات ..
كان خاتمتها رغبة سلطان في الحصول على أخت فيصل .. !!!
هدده بما سجله له في مرات عديدة .. مما لا يستطيع الحديث عنه ..
وقام بنشر إعلان مدفوع بشاشة إعلانات مضيئة عند الإشارة الرئيسية في المدينة ..
يحتوي الإعلان على لقطات مقتطعة مما صوره لفيصل ..
قد لا ينتبه لما تحتويه أحد ..
لكن فيصل يدرك بقية الأمر ..
لم يجد حلاً آخر ..
ماطله كثيراً .. وعده بأشياء عديدة .. تهرب منه ما استطاع .. لكنه لاحقه بإصرار وعناد .. !
حتى كانت هذه النهاية .. !
اتجه بالسيارة نحو المنحدر .. توقف قليلاً ..
أخرج المسدس ..
طلقة واحدة ..
تقدمت بعدها السيارة ..
لتهوي متدحرجة ..
تتقاذفها نتوآت المنحدر ..
لتستقر مشتعلةً أسفل الوادي .. !
..