[FONT="Comic Sans MS"]نعيشُ الحياةَ بسيلِ آمـــــــالٍ ..نَحيا أيَّـامهَا بســاعــــــاتِهَا ودقَــــائِقِهَا ..
نُهرولُ لتحقيقِ الأحــــــــلامِ فمَــا هــيَ إلاّ و قدْ سبقتْنَـا الآجـــــــالُ
أَيـنَ منْ كــانَ بــالأمسِ معنَــا؟ .. أيْنَ منْ كـــانَ لهُ وجـــودٌ و الآنَ ليسَ هُنــا؟
غَيَّبهُ هــــــادِمُ اللذَّاتِ ومُفـرِّقُ الجمــاعـــــــاتِ عنَّا
إنَّهُ المـــــــوتُ الذي سَيزورُنا جميعاً .. ســأمُـــوتُ وتموتُ .. وسَنرْحـــلُ جميعــاً
قالَ تعالَى:
[/FONT]" كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ "
...
قبْـــلَ أنْ تُجيبَ - تَــأمَّــلْ معِــي علَى مــــــاذا رَحـــلَ أولئِكَ الأقــــــوامُ ؟
][قِصصٌ وعِبــــــــــــرٌ][
" وَحيلَ بينَهُمْ "
قيل لأحدِهِمْ وهُو يُحتضرُ : قُلْ : لا إلـــ إلا اللهَ ـــــهَ
فقالَ:
هيْهاتَ حِيلَ بيني وبَينَهَا
وصدقَ اللهُ حينَ قالَ :
(وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ)
" لَفِي سكْرَتِهمْ يَعْمهونَ "
احتُضِرَ رجلٌ ممنْ كانَ يُجالسُ شُربَ الخُمورِ، فلمَّا حَضرَهُ نَزْعُ روحِهِ
أقبلَ عليْهِ رجلٌ ممنْ حولَهُ وقالَ: قُلْ: لا إلـــ إلا اللهَ ـــــهَ
فتغَيَّرَ وجْهُهُ وتلبَّدَ لونُهُ وثقُلَ لسانُهُ
فردَّدَ عليهِ صاحبُهُ: يـــــــا فُــــلانُ قــلْ: لا إلـــ إلا اللهَ ـــــهَ
فالتَفتَ إليهِ وصاحَ : لا.. اِشْربْ أنتَ ثُمَّ اسقِني، ثُمَّ ما زالَ يُردِّدُها حتَّى فاضَتْ رُوحُهُ
][ العــــــــروسُ ][
الليلةُ موعدُ زفافِهَا,كلُّ الترتيبَاتِ قدْ اتُّخِذَتْ والكلُّ مهتمٌ بها
أمُّها وأخواتُهَا وجَميعُ أقاربِهَا بعْدَ العصْرِ
ستأتِي
(الكوافيرة
) لتقُومَ بتزْيينِهَا الوقتُ يمضِي، لقدْ تَأَخَّرتْ الكوافيرةُ
وها هيَ الآنَ تأتِي ومعَها كاملُ عدَّتِهَا، لتبْدأَ عمَلهَا بِهمَّةٍ ونشَاطٍ والوقْتُ يمْضِي
(بسُرعةٍ قبلَ أنْ يُدركنَا المغْرِبُ)!
وتمضي اللحظاتُ وفجأةً، ينْطلقُ صوتٌ مدّوٍ، إنَّهُ صوتُ الحقِّ، آذانُ المغربِ
العروسُ تقولُ: بسرعةٍ فوقتُ المغربِ قصيرٌ.
الكوافيرة تقولُ: نحتاجُ لبعضِ الوقتِ اصْبري فلمْ يبقَ إلا القليلُ.
ويمضي الوقتُ ويكادُ وقتُ المغربِ أنْ ينتهي
والعرُوسُ تُصرُّ علَى الصلاةِ
الجميعُ يحاولُ أنْ يُثنيهَا عنْ عزمِهَا
ويقولونَ: إنَّكِ إذا توضَّأتِ فستَهدمينَ كلَّ ما عملناهُ في ساعاتٍ
تُصرُّ على موقفِهَا وتأتيهَا الفتَاوى بأنْواعِها ،
فتارةً اجمعِي المغْربَ معَ العشَاءِ وتارةً تيمَّمِي
لكنَّهَا تعقِدُ العزمَ وتتوكَّلُ علَى اللهِ، فما عنْدَ اللهِ خيرٌ وأبْقَى
وتقُومُ بشموخِ المسلِمِ لتتوضَّأَ، ضاربةً بعرضِ الحائِطِ نصائِحَ أهلِهَا
وتبدأُ الوضوءَ (بسمِ اللهِ) حيثُ أفْسدَ وُضوؤُهَا ما عمِلتْهُ الكوافيرةُ
وتُفرشُ سجَّادتَهَا لتبْدأَ الصلاةََ
اللهُ أكبـــــــــــرُ
نعمْ اللهُ أكبرُ مِن كلِّ شيءٍ، اللهُ أكبرُ ومهْمَا كلَّفَ الأمرُ
وها هيَ في التشهُّدِ الأخيرِ مِنْ صلاتِها وهذهِ ليلةُ لقائِهَا معَ عريسِهَا
ها قدْ أنْهتْ صلاتهَا ومَا إنْ سلَّمتْ علَى يسارِها
حتَّى أسْلمتْ روحَهَا إلَى بارِئِهَا
ورحلتْ طائعةً لربِّها عاصيَةً لشيطانِهَا
نســـــــــألُ اللهَ أنْ تكــــونَ زُفَّتْـ إلى جِنــــــانِهَــا
][ كيفَ أُقـــابِـــــــــلُ ربّي دونَ ســترٍ ][
في حادِثةِ غرقِ العبَّارةِ المصريَّةِ والنَّاسُ يُهرولونَ طلبًا للنجاةِ
يَهرعُ الزوجُ ليُنقذَ زوجتَهُ وأبنَاءَهُ دخلَ غرفتَهَا يهمُّ بإخراجِهَا
فتقولُ لهُ: اِنتظرْ فسأرْتدي نِقابِي
يُجيبُها الزوجُ: هذا ليْسَ وقتَهُ، أسرعي فالسفينَةُ تغرقُ
قالتْ لهُ: لا، وكيْفَ أُقابِلُ ربِّي إنْ مِتُّ هكذا دُونَ سِترٍ!!
وبعْدَ نِقاشٍ لمْ يدُمْ دقائقَ ارتدَتْ الزوجةُ نقابَهَا وعلَى سطْحِ السفينَةِ
سألتْ زَوجَهَا: هَلْ أنتَ راضٍ عنِّي ؟
قال لهَا لِمـــاذا تقولينَ لِــي هــــــذَا؟
قالتْ لهُ: أجِبْنى باللهِ عليكَ، هَلْ أنتَ راضٍ عنِّي ؟
قالَ لها: أُشهِدُ اللهَ أنَّنى راضٍ عنكِ إلى يومِ الدينِ
قالتْ لهُ: الحمـــــــدُ للهِ
وماهِي إلا لحظاتٍ وقد غرقتْ السفينةُ .. وماتتْ هذهِ السيّدةُ الفاضلَةُ....
][ وقفــــــــــــةٌ ][
هــلْ فكَّــــرتَ يومـــاً أنَّكَ ستكُونُ قصةً تُحكَى للناسِ مِنْ بعــدِ موتِكَـ
إمَّا ليقْتدُوا بكَـ أو ليتَّعظُــوا ممَّــا جـــــرَى لكَـ
أغمِضْ عيْنيْكَ وفكِّــــرْ معي قليـلاً :
كيفَ ستكُـــــــــونُ قصتُـكَـ؟
هـــلْ ستُـروَى لتحفــيزِ النــــــاسِ أمْ لتحـذيـــرِهــمْ؟
هـــلْ سيغْبطُكَ النـــــاسُ أمْ أنَّـــكَ في موضــعٍ لا تُحســـدُ علَيْهِ؟
تلكَـ كــــــــانتْ خـــاتمــة المقــــالــةِ
ولكنَّهـا لـنْ تكـــــونَ خــــاتمَتكَـ أنْتَ إنْ شـــــاءَ اللهُ
فبِيدِكَـ وحــــدَكَـ تستطِيعُ أنْ تُغـــــــيِّرَ مسَــــــارَ حيـــاتِكَـ وتُقـرِّرَ بعــــدَهَــا
على أيِّ بــدايــةٍ تـــريــدُ أنْ تحْيَـــا ؟
وعلى أيِّ نهــــايَـــةٍ تُــريــدُ أنْ تموتَ؟
قال تعالى: (قُلْ إنَّ صَلاتِي ونُسُكِي ومَحْيَايَ ومَمَاتِي للهِ ربِ العالمينَ)
أَتَحيَا باللهِ وللهِ وتَشعرَ بسعادةٍ وراحةٍ فى الدَّارينِ ؟
أمْ تختـــــارُ شقـــــــاءاً و جحيمـــــاً أبَديَـيْنِ؟
تـــــــأمَّلْ النِّداءَ الأخيرَ الذي سيُوجِّهـكـ للحيــــــاةِ الأبـــديَّــةِ
اخرُجِي أيَّتها الروحُ الـــــ... خَبيثةُ أو الـــ ...طيبةُ ؟
إمـــا إلى جنةٍ .. حيثُ النعيمُ
أو إلى نـــارٍ .. حيثُ العذابُ
على مـــاذا ستَموتُ؟
تفكّـــــــرْ في الســـؤالِ وتمعَّــنْ جيــدًا واخــــــترْ وِجهتَـكَـ ..
أســـــــــألك يـــــــــــارب ان تحســن خــــــــواتيمنــــــــــا