03-17-2015 04:55
أهالي المذنب -عبدالله بن صالح الزيدان
حينما تجتمع الخبرة بالإقدام وتتجلى روح البطولة في إنقاذ غريق كاد ان يقضي في مسبح احدى الاستراحات ضرب احد رجال الدفاع المدني أروع أمثلة البطولة عندما أقدم على إنقاذ خمسة أشخاص دفعة واحدة من غرق محتوم ... رجل الدفاع المدني هذا لم يكن في مهمة رسمية أو استجابة لبلاغ وارد من عمله ، وإنما لبى دعوة عائلية ليقضي يوم إجازته بين لفيف من الاهل والاقارب في استراحة بمحافظة عنيزة .
وقد شاءت الأقدار أن يكون وكيل رقيب صالح سعود العتيبي أحد منسوبي الدفاع بمحافظة المذنب متواجداً لإنقاذ أرواح كادت تهلك في يوم ابتهاج وسرور لهذه العائلة التي كانت تحتفل بمناسبة خاصة، وفي التفاصيل وأثناء اجتماع العائلة في إحدى الاستراحات سمع رجل الدفاع المدني أصوات استغاثة صادرة من القسم النسائي تصرخ وتطلب النجدة لسقوط طفلة (4سنوات) في المسبح وبعد سقوطها لم تحتمل والدتها مشاهدة فلذت كبدها تغرق فنزلت للمسبح في محاولة لإنقاذها وهي التي لا تجيد السباحة !!! لتبادر عمة الطفلة لإنقاذها وتقفز للمسبح لتلحق بها العمة الأخرى وخالة الطفلة ولأنهن لا يجدن السباحة فقد ازدادت المشكلة وتضاعفت الفاجعة.
ولم ينتظر الوكيل رقيب صالح العتيبي كثيراً ولبى النداء الذي اعتاد عليه وحملته نخوته وانطلق باتجاه المسبح بسرعة عالية كونه الوحيد بين الرجال الذي تدرب على التعامل مع مثل هذه المواقف، وأثناء نزوله للمسبح أنصب تفكيره على إنقاذ الطفلة أولاً وبالفعل أخرجها في مكان أمن وعاد ليكمل بطولته وانتشل الأم، ولكن الحال ازداد سوءً عندما نزل والد الطفلة في المسبح بعد هول الموقف وهو الذي لا يجيد السباحة، وحاول الوكيل رقيب صالح أن ينتشل العمتان والخالة قبل والد الطفلة، وبالفعل قام بإخراجهم برغم صعوبة الموقف وضيق الوقت إلا أن أنه استطاع بعد توفيق الله أن ينقذ جميع النسوة بالإضافة للطفلة دون يتغلغل لقلبه اليأس أو ينال منه التعب، وعاد من جديد لينتشل والد الطفلة من المسبح وبعد جهود كبيرة أخرجه، وجميعهم بصحة جيدة ولم يصاب أي منهم بأذى ولله الحمد، ولم يكتفي الوكيل رقيب العتيبي بهذا فحسب بل عمل الاسعافات الاولية للطفلة التي جاءت لشكره بعد ساعة من إنقاذها في قسم الرجال.
رجل الدفاع المدني صالح العتيبي بعد هذا الموقف البطولي والجهد الجبار الذي قام به لم يشعر بألم في يده إلا بعد ذهابه كالمعتاد لعمله في اليوم التالي حيث أحس ببعض الآلام بمفصل يده اليمنى التي كانت كفيلة بإنقاذ أرواح كادت ان تهلك، وبعد ذهابه لإجراء الكشوفات الطبية أوضح له الطبيب أنه أصيب بتمزق بالأربطة والاعصاب بمفصل اليد، وأبدى العتيبي فخره بهذا العمل الذي أكد أنه واجب إنساني قبل أن يكون من طبيعة عمله التي تدرب عليها كثيراً، وعن إصابته والمتمثلة في الاربطة والاعصاب جراء الجهد الكبير الذي بذله في انتشال خمس ارواح قبل أن تقضي غرقاً، قال: "إصابتي ولله الحمد لن تعيقني عن مواصلة عملي، ومع الأيام ومواصلة البرنامج الصحي ستزول مع الايام، ولم أهتم بها بقدر ما كان اهتمامي في عائلة كادت أن تهلك لولا توفيق الله لي في إخراجهم من غرق محتوم".
المصدر: صحيفة أهالي المذنب الإلكترونية
http://www.almethnb.net/news/news.ph...n=show&id=1406