طلبُ السلامةِ في الحياةِ سرابُ .. ولكلِّ نفسٍ موعدٌ وكتابُ .
كأسُ المنيةِ في الحقيقةِ واحــدٌ .. لكنّمــا تتعــدّدُ الأسبــابُ .
وقتُ الرحيلِ عن العبادِ مُغَيَّبٌ .. سيّان فيهِ مُعَمَّرٌ وشبابُ .
بكَت القلوبُ على رحيلكَ يا عمر .. وكذاكَ تفعلُ إن مضى الأحبابُ .
يا ليتَ شعري كيف أكتمُ لوعتي .. والقلبُ محزونٌ عليك مُصابُ ؟!
كُنّا إذا نأَتِ المسافةُ نرتجي .. لُقيا فكيف وقد عـــلاكَ ترابُ ؟
لكنّنا نرجو لقــــــاءً دائمًا .. في ظلِّ طوبى ليس فيهِ غيابُ .
لسنا نعارضُ ما قضى ربُّ الورى .. كلا ولا في حُكمِهِ نرتابُ .
بالأمس كنتَ كبدرِ تِمٍّ بيننا .. واليومَ دونك يا أُخَيَّ حجابُ .
كان ابتسامُك للجميع رسالةً .. أنَّ التبسُّمَ سنةٌ وثوابُ .
يهدي به الرحمن قلبًا غافـــلاً .. وبسحرهِ تتفتَّــــحُ الأبوابُ .
للبرِّ بالأرحام كنتَ مسارعًا .. يُثني عليك الأهلُ والأصحابُ .
أسهمتَ فيما تستطيعُ من الهدى .. فأصَبْتَ فيمن أسهموا وأصابوا .
فأثابَكَ الرحمنُ خيرَ مثوبَةٍ .. وأغاثَ قبرَك من لدُنه سَحابُ .
نرجوه أن تُؤتَى كتابَك ضاحكًا .. من غير أن يجري عليك حسابُ .
وحسيبُك الرحمنُ يا عُمرَ الهدى .. فهو الكريم الغافرُ التّوَّابُ .
غابتْ شموسُ البعض رغمَ وجودِهم ..وأرى شموسَك ما لهنَّ غيابُ .
ذكرٌ جميلٌ والثناءُ مُعَطّرٌ .. هذي البشارةُ للذين أنابوا .
في سورةِ الأحزابِ وعدٌ صادقٌ .. وبشارةٌ قد ساقَها الوهّابُ .
وكذا ختامُ الفتح أهدى ربُّنا .. مثلاً تضيءُ بنوره الألبابُ .
ربَّاه فاغفر للذين ترحّلوا .. عنَّا وعن أحبابِهم قد غابوا .
وصلاةُ ربي والسلامُ على الذي .. نزَلتْ عليه الفتحُ والأحزابُ .