تغريدات الدكتور عمر بن عبدالله المقبل في تويتر عن المربي الفاضل الشيخ عبدالكريم بن محمد الجارالله ( أبو عبدالسلام ) شفاه الله قمت بجمعها هنا حتى يسهل قراءتها للجميع ..
انطلاقا مما سبق، فإني أحب أن أفي بوعد سبق أن ذكرته هنا، بالتغريد عن شيخٍ لي، غير مشهور إعلامياً، لكن كان له أثر عليّ وعلى مجموعة كبيرة من أقراني وطبقةٍ أكبر وطبقة أصغر مني، إنه الشيخ الجليل المربي/أبي عبدالسلام، عبدالكريم بن محمد الجارالله.وقبل أن أذكر بعض ما له من أفضال على شباب بلدنا(محافظة المِذْنَب)أرجو أن تدعو له بالشفاء والعافية، فهو مصاب بجلطة أقعدته عن الحركة قليلاً، وهو الآن في تحسن، وقد عاد من سفرته العلاجية من الهند قبل أيام، وقال لي: والله ما آسى إلا على صلاة الجماعة!
هذا الكلام من جملة الدروس التي أتلقاها من فضيلته ـ شفاه الله وعافاه ـ والتي اعتاد إرسالها بهذه الطريقة العفوية، ولكنها مؤثرة منذ عقلت، وأنا أسمع بأبي عبدالسلام، أكثر من اسمه، لشهرته بكنيته بين أبنائه الشباب، والشيء المتفق عليه في شخصية هذا الرجل:
حمل همّ الدعوة، والحرقة لواقع بلاد المسلمين في أصقاع الدنيا. بلا مبالغة، لم أسمع بهذه المعاني الكبيرة إلا بعد تشرفي برفقته. لن أتحدث هنا إلا عن شيء رأيته ولمسته منه، جزاه الله عنا أحسن الجزاء،ومن ذلك: ـ حرصه على استقطاب الشباب الذين يلمح فيهم صلاحا من خلال تدريسه للعلوم الشلاعية في المدرسة المتوسطة بالمذنب(حكيم بن حزام)حالياً. ـ
اشترى سيارة من ماله الخاص؛ ليحج بالشباب وخاصة الذين لم يسبق لهم الحج، وبعض من يتابعني الآن(منهم أطباء ومهندسون ومعلمون)يعرفون ذلك. ـ كان يخرج بنا ونحن في المرحلة المتوسطة، ويذهب بنا من بعد صلاة العصر حتى صلاة العشاء، في نزهة يتخللها اللعب الذي كنا نفرح به أكثر من فرحنا بالدرس الذي كان يلقيه علينا بعد المغرب، بنبرة صوته المؤثرة، التي تتضوع صدقا ونصحا، ولا أزكيه على الله. ـ كان يكلف بعض الزملاء أحيانا بتحضير الدرس، ويعلق عليه بالتشجيع،مع أنني إذا تذكرت مستواها الآن أضحك، لكنها أبوته وتربيته. ـ تخرجنا من المتوسطة، ولم تنقطع الصلة به، بل كنا نتواصل معه، وحتى ساعتي هذه. ـ مرور السنوات خرّج أجيالاً من الشباب الدعاة الذين حملوا الراية من بعده، وكانوا على قدر من التربية والوعي، وكانت لهم اهتمامات متنوعة، فمنهم من شقّ طريقه في العلم، وآخر في تحفيظ الشباب للقرآن، وآخرون قاموا بنفس المهمة التي كان يقوم بها ـ شفاه الله ومتع بحياته على حسن عمل ـ وأذكر من هؤلاء أخي وصديق الطفولة والتربية،الداعية المسدد، الشيخ/ أبي حذيفة، إبراهيم بن صالح الدحيم(رحمه الله)الذي وافه أجله متوجهاً إلى العمرة في 15 رمضان من عام 1429هـ ،وسأتحدث عن هذا الشيخ في تغريدات لاحقة بإذن الله. ـ
شاخ شيخنا أبو عبدالسلام، ولكن همته، وعطاءه، وتشجيعه لنا يزداد شباباً .
ومن صور تشجيعه التي تدل على صفاء نفس نادر، أنه يصلي مع بعض طلابه الجمعة، ويشجعهم ويشكرهم،فإن لم يصلّ معه، وبلغته خطبة له شكره وأثنى عليه إما بالهاتف أو إذا لقيه لاحقا، وقد وقع لي هذا شخصيا. ـ تخرج على يد الشيخ عشرات من طلاب العلم الكبار،بعضهم تبوأ مناصب إدارية في بعض الجامعات، فضلاً عن الأطباء والمهندسين والمعلمين. ـ أصيب الشيخ قبل فترة بجلطة أثرت على حركته،ولكن قيض الله له أبناء بررة تسابقوا على بره ورعايته ـ وليس هذا كثيرا، لكني أذكره فاشكره ـ مثل ذلك بسرعة علاجه، والسفر به لعدد من الأماكن التي يرجون فيها لأبيهم نفعاً، كان آخرها الهند، وقد عاد منها قبل أسبوع تقريباً. ختاماً: لا تنسوا ـ أيها الأكارم ـ أن تدعو لشيخنا أبي عبدالسلام: اللهم اشف عبدك عبدالكريم شفاء لا يغادر سقما. وقد كتبت هذه التغريدات المختصرة جدا، وفاء لبعض حقه عليّ خاصة،وعلى شباب بلدنا عامة،وقبل أن تخترمه المنية، فنقع فيما نحاذره في أول تغريدة. اللهم متع بشيخنا على طاعتك،وأصلح له نيته وذريته وزوجه،وأقر عينه بصلاح طلابه وانفع بهم،واجزه عني وعن سائر إخواني خير الجزاء، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته