ابراهيم بن صالح الدحيم
( شيخ المربين , وتربوي المشائخ )
>الحمدلله القائل ( وبشر الصابرين 0 الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون ) والصلاة والسلام على
القائل [ ان العين لتدمع , وإن القلب ليخشع , وانا على فراقك يا ابراهيم لمحزونون ...... ] وبعد ..
فقد فجع البلد بوفاة رجل لا كبقية الرجال وداعيةً لا كبقية الدعاة , ومرب ٍ يندر نظيره في المربين<
">لعمرك مالرزية فقد مالٍ **** ولاشاة تموت ولابعير
ولكن الرزية موت شهم **** يموت بموته بشرٌ كثير<
>كم حيت قلوب بوعظه , وذرفت عيون من نبراته تاليا ً كلام ربه , كم من شاب تغيرت حياته بمعرفته ,
وكم من اسرة صلحت باستشارته , ان كنت ياهذا في شك .. فاسأل شباب بلده عن اثره , بل واسأل نواحيها عن عمله>
<>والناس ألف كـ واحد **** وواحد كـ الألف ان امرٌ عنا<>
>لئن مت يا أبا حذيفة فلم يمت أثرك , ولئن دفنت فلن يجف نبعك , ولئن نـُسيت فلن يقف نبضك ؛
فالمكتبة عامرة شاهدة على أثرك , والحلقات زاهرة دالة على نبعك , والصلاح في قلوب مدعويك ومحبيك علامة نبضك .
كنا اذا فقدناك وجدناك بين الكتب , وإذا أردناك فأنت صدر ٌ رحب – رحمك الله - .
اتانا فاجع خبرك وقد كنا بانتظارك سالما ً في رجعتك , ولكن قضاء الله حال بيننا وبينك عندما اتاني خبر الوفاة ,
قلت وبلا شعور : وااا حر قلباه ! ..ولكنني تذكرت قول الله فأثلج صدري قولي : إنا لله .
وجاء في خلدي أبيات أبي تمام في ابن حميد الطوسي :<
">كذا فليجل الخطب وليفدح الأمرُ **** فليس لعين لم يفض ماؤها عذر
ثوى طاهر الأردان لم تبق بقعة **** غداة ثوى إلا اشتهت أنها قبر
تردى ثياب الموت حمراً فما أتى **** الليل إلا وهي سندس خضر
عليك ســــــلام الله وقفاً فإننــــي **** رأيت الكريم الحر ليس له عمر<>
<>إن جئته في الأخلاق فهو مقدام حتى مع الصغار , وإن جئته في الكرم فهو جواد لايشق له غبار , وان جئته في العبادة فهو ضرغام قد احتسب الليل والنهار ,يتمثل في ذلك كله هدي إمام الأبرار .
لقد كان يواصل ليله بنهاره لخدمة رسالته , ويقطع الفيافي والقفار لإيصال دعوته , ويبحث في هذا الكتاب وذاك لتحرير مسالته .
لاتلوموني فما بالغت , ولا العـُشر وصلت , ولكن ابراز القدوة أردت , في زمن بـُلينا فيه بتبدل القدوات , وتحويل النظر عن المنارات , فأصبح اللاعب الساقط والممثل الهابط أسمى الغايات , واصبح العلم وأهله رمز للسخافات فيا للعجب من زمن أفكاره منكوسه .
<>لا دار للمرء بعد الموت يسكنها **** إلا التي كان قبل الموت يبنيها
فإن بناها بخير طاب مســكنه **** وإن بناها بشر خابت وخاب بانيها<>
<>رحمك الله ياشيخنا رحمة واسعة وأسكنك فسيح جناته [ الدار التي كنت تبنيها ؟! ]
كتبها تلميذه المخلص :
عبدالرحمن بن ابراهيم بن عبدالرحمن المطلق
محافظة المذنب
فجر الثلاثاء 16/ 9 / 1429 هـ