واستفز المعلم تصبح للتعليم مديراً
تابعنا بكل أسى ما حدث في مدرسة الفيصلية للموهبين وتلك القصة الحزينة التي لا تخلوا من الدراما (والاكشن في بعض فصولها) فبعد ان قام مجموعة من الطلاب باستفزاز معلمهم (الغلبان) الى درجة جعلته يفقد اعصابه (في اتفاق مسبق على ما يبدوا وبحسب ما ذٌكر في بعض المواقع الالكترونية) فقام المعلم بالتعدي على احدهم بالضرب في تصرف مشين اخطأ فيه المعلم والطلاب ولكن تم تجاهل خطأ الطلاب (الاستفزاز - التصوير في دائرة حكومية - التجسس .....) والتركيز على المعلم الذي خالف الانظمة .
فمهنة المعلم (للأسف) اصبحت (حرفه) مثلها مثل (النجار) او (الدهان) يقوم فيها المعلم بضرب (مسامير) المعلومات في الخٌشب المسندة في الفصول ويلون ذلك (المعلم) عقولهم بأجواد انواع المعرفة (المعتقة), و بحسب التعليم في القرن العشرين لا يحق (للمعلم) ان يؤدب من -قل ادبه- حتى وان اعتدى عليه , بل الادهى من ذلك انه لا يحق له حتى الدفاع عن نفسه حتى يطرحه الطالب ارضاً (ويشترط ان تطير الغترة والعقال) مع العلم ان الدفاع عن النفس حق مشروع لكل معلم حتى (معلم الكبدة).
وبالعودة الى قصتنا (الظريفة) نجد ان الطالب (امظلوم) تباكى عليه المجتمع وناح له النائحون وسلطوا اقلامهم والسنتهم على المهنة ومن يمثلها فقام المعلم (مجبوراً) بالاعتذار للطالب امام طلاب الفصل وبحضور الهيئة الادارية وتم تصوير الاعتذار (المهين) ونشره في جميع المواقع وكأن من صوره يريد التشفي من المعلمين جميعاً , فتم مكافأة (المتجني) على حساب كرامة (الجاني) وبعقوبة اكبر من الذنب , فان كان المعلم ضرب و لم يصور فلماذا يتم فرض التصوير في الاعتذار؟؟ فلو اراد ولي الامر ان يعتذر المعلم لابنه باعتبارها عقوبة له فكان لابد ان يتم ذلك في حجرة الفصل دون تصوير ويتم في نفس الوقت معاقبة الطلاب على الاستفزاز والتصوير داخل المدرسة ومعاقبة الهيئة الادارية لسماحها بالتصوير داخل المدرسة.
وتأتي بعد ذلك الطامة (الاكبر) فبدل ان يفتح تحقيق في ملابسات الموضوع واسباب الضرب , واحضار المصور وتوقيع العقوبة عليه , قامت ادارة التعليم (مشكورة) ممثلة في مدير التعليم بتكريم الطالب (المخطط) وتصوير ذلك التكريم وكأنه من الابطال الفاتحين , وشرف الطالب مكتب مدير التعليم وزاده شرف بأن جلس على كرسي مدير التعليم ,وكأني ارى طالب (مؤدب) يجلس في مقدمة الفصل يحدث نفسه بعد ان رأى تلك الصور (لا تقم للمعلم ولا توفه التبجيلا ,, واستفز المعلم تصبح للتعليم مديراً).
الغريب ان الطالب (المعنف) حقق قبل اسابيع قليل المركز الثالث في جائزة دولية ولم نسمع عنه ولم يتم التركيز على تكريمه بهذه الطريقة وفي هذا دلاله على ان الموضوع اكبر من عنف او ضرب طالب واعتذار معلم انما هو اهدار لكرامة وهيبة المعلم ونزع احترامه من قلوب الطلاب , وبعد هذا نتسأل لماذا ينحدر التعليم.
يقول احمد شوقي :
(قُم للمعلمِ وفّهِ التبجيلا ,, كاد المعلمُ أن يكونَ رسولا ,,,, أعَلِمتَ أشرفَ او أجل من الذي ,, يبني ويُنشئُ أنفساً وعقولا)
وقال شاعر اخر :
(إِن المعلمَ والطبيبَ كلاهُما ,, لا ينصحانِ إِذا هما لم يُكَرما ,,,,فاصبرْ لدائكَ إِن أهنتَ طبيبَهُ ,, واصبرْ لجهلكَ إِن جفوتَ مُعَلِّما)
لو كنت بيننا (يابو الشوق) وشاهدت ما وصل اليه تجبيل المعلم ماذا كنت ستقول؟
وفي الختام
الى اين ستسير بنا سفينة التعليم في ظل اهانة وتصغير المعلم؟
وهل يمكن ان يكون هناك تعليم بدون تربية؟
كتبه
معلم غلبان ومايقدر يكتب اسمه
عشان لايعتذر ويتصور وينفضح قدام الله وخلقه