ترك ما بيده ..
جاء مسرعاً ..
هذا هو الموعد بالتأكيد ..
تسابقت خطواته ..
تسارعت نبضاته ..
كلما اقترب زادت لهفته واشتياقه ..
بسط كفيه واقترب حتى لامستها يداه ..
باردة كالعادة ..
لكنها بعد ثوان ..
اكتسبت بعض دفء يديه ..
اقترب منها أكثر وأكثر ..
أنفاسه ترتطم بصفحتها وترتد إليه ..
استغرق بمشاعره وحواسه فيما يراه ..
لا يمل متابعة هذا المشهد ..
رغم تكرار حدوثه ..
يشعر أنه يشاهد نفسه فيه ..
رفرفات سريعة مرتعشة ..
وزقزقات متتابعة مستغيثة ..
وأخرى مشجعة مطَمْئِنة ..
هيا ..
هيا ..
رفرف بجناحيك أيها الصغير ..
نعم .. هكذا ..
هيا .. طر .. والتحق بأمك .. ورفيقاتها المشجعات ..
كم بشعر بالسعادة والارتياح البالغ ..
عند نجاح تجربة الطيران الأولى لصغار العصافير ..
التي تستوطن تلك الشجرة المقابلة لنافذة غرفته ..
يترك كل أعماله .. حين بسمع تلك الأصوات الرفيعة المتداخلة ..
التي تدل على حالة الاستنفار القصوى .. بين سكان تلك الشجرة العجوز ..
يمسح بمنديلة البخار المتكثف من أنفاسه على زجاج النافذة ..
ويعود لإبريق الماء الذي تركه على النار ..
ليجد الماء قارب الجفاف من كثرة الغليان ..
فيحمله برفق ويعيد ملأه بالماء ..
ويجلس بانتظار ..
شاي الصباح .
..
محمد العطار .