عصاميات وعصاميو «القصيم»
نوف بنت علي الوقداني، صالحة بنت عبدالرحمن الصالحي، حنان بنت حمد الوابلي، أروى بنت صالح العييري، أيمن بن إبراهيم المريف، إبراهيم بن محمد الهندي، أسامه بن زيد القصير، سامي بن محمد العقيلي،
عبدالله بن صالح الزيدان، فارس بن عبدالله الحداري، أحمد بن سعيد الحربي، أحمد بن سليمان الصقعبي، محمد بن صالح الرياعي، خالد بن عماش الشمري، عبدالرحمن بن لافي البناقي.
ليسوا خمسة عشر رجلاً وامرأة ماتوا من أجل صندوق كما يغني «سيلفر» في جزيرة الكنز، إنهم شبان وشابات هم الكنز بحد ذاتهم، هم بريق حبات العرق التي نضحت على جبينهم الوضاء، وهم من الصفر يبدأون عملاً ما، في مجال ما، من اللاشيء تقريباً، إلا من عقول نيرة، وأرواح متوثبة، وأجساد لا تعرف الكلل. إنهم قائمة الفائزين بجائزة الشاب العصامي في دورتها الخامسة، فكرة ولدت عندما أطلقها نائب أمير منطقة القصيم الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود، ونمت عندما تبناها، وترعرعت في ملتقيات الشباب التي تنظمها القصيم سنوياً، ملتقيات العمل والكفاح، وتحدي صعوبات الحياة، وكأنهم يستعيدون رحلات أجدادهم إلى الهند والسند والشام بحثاً عن فرصة، وسعياً نحو أمل.
إحياء فكرة العصامية، أو فلنقل تذكير الناس بها، وتكريم من يمارسها عمل فذ على مستوى الاقتصاد، إذ يمكن فرز «النشامى» و«الشقرديات» من بنات وأبناء هذا الوطن الذين لا ينتظرون مشروعاً مكتملاً، إنهم يصنعون مشروعاً من الصفر، وهنا تأتي أهمية هذه المبادرة كونها تسجل شهادة سيدة ورجل أعمال حقيقيين في بداية طريقهما الذي بدا صعباً، حفته ظلال وارفة من أهالي القصيم وإمارتها وغرفتها التجارية الصناعية، ليقدموا ثقافة المنطقة العملية واقعاً ملموساً، سعدنا الأسبوع الماضي بتقديم الـ15 شاباً وشابة في المجالات الصناعية والخدمية والزراعية والإعلامية والتقنية، ليكونوا كما يقول الأمير فيصل: «صانعي فرص وظيفية، وليسوا باحثين عن وظائف».
جائزة رسالتها «تنمي روح التنافس بين الشباب العصاميين، ودعماً للشباب العصاميين في تعزيز ومواصلة نجاحاتهم»، ورؤيتها «بأن تكون نموذجاً واقعياً يحتذى به في تشجيع وتنمية ثقافة العمل الحر، وجسراً للشباب العصاميين الحاصلين على الجائزة في بلوغ أعلى المناصب»، وودت لو اختتمت الرؤية بالقول «في بلوغ أقصى الحلم»، فهم ليسوا طالبي مناصب وظيفية، إنهم طالبو تحد واستقلالية.
كل البرامج التي تجبر أو تشجع على السعودة في القطاع الخاص لن تنجح من دون وجود رغبة لدى الشباب من الجنسين، وهؤلاء الذين احتفت بهم القصيم ليسوا فقط راغبين في العمل الحر، إنهم مصرون على المضي قدماً بدليل نجاحهم من الصفر. لو عممت التجربة واحتذيت الفكرة في بقية المدن السعودية ستتغير خريطة الأعمال، وستتغير ثقافة العمل، وبالتأكيد ثقافة المجتمع ونظرته لبعض الحرف والمهن، وسيرتفع سقف التحدي ويقل مستوى الركون إلى الكسل واللامبالاة. الجائزة مقرها ومنبعها القصيم، لكن الفائزين بها من مختلف المناطق، ونسبتهم في العنوان لهذه المنطقة الجميلة حق أدبي لأصحاب المبادرة ومنفذيها.
المصدر جريدة الحياة :
http://alhayat.com/Opinion/Mohammed-...8A%D9%85%C2%BB