بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة إلى حـــاج....
أخي الحاج
أجعل في أذنيك وقراً عن سماع نوعٍ من المواعظ التي تضيق الطريق إلى الله , وتحجر واسع رحمته , وتقنط الناس من قبول صالح أعمالهم , فإذا جد أحدهم في طاعة وقفوا له قائلين :ليست العبرة بالعمل ولكن الشأن في القبول,ولا تدري هل قبل عملك أم لا؟؟! وكأن هذا القبول ضربة حظ فلا يدري أحدٌ هل تصيبه أم لا؟! وهل اليـــأس من روح الله إلى هذا؟!! .
إن يقيننا بالله أن كل عملٍ صالحٍ أبتغي به وجهه فسبيله القبول والمضاعفة .. وأن الله –عز وجل- أكرم وأفضل من أن يرد على عبده عملاً صالحاً ,عمله خالصاً له , وأن من ظن بالله غير ذلك فقد ظن به ظن السوء .
( مايفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم وكان الله شاكرا عليما )النساء: 147
فيا أخي الحاج...
هنيئاً وبشرى وقرة عين , فقد وٌلِدت بحجك هذا ميلاداً جديداً , وتركت ورائك رُكــام الذنوب وحصيلة العمــر من الآثـــام , وعدت كيوم ولدتك أمك... فأجعل من حجك بداية حياة جديدة , ومعاملةٍ صادقةٍ صالحةٍ مع الله ,وأستئنف عملك , فقد كُفيت مامضى, والشأن فيما بقي...
وأعلم _ بوركـــت حياتك - أنه ليس من شروط قبول العمل العصمة بعده , ولا أنك بحجك ستتخفف من بشريتك وتعرج في ملكوت الملائكة بلا نوازع ولا شهوات , كّلا .. فليس من ذلك بمقدورك وإن إجتهدت , ولكنك ستبدأ بعد حجك جولة جديدة وأنت خفيف الظهر من تراكمات الماضي,ورجـــاءً وإقبال على الله ,تستكثر من الطاعات, وتجاهد النفس عن السيئات , فإن زللت أتبعها بالحسنــات .." وأتبع الحسنة السيئة تمحهـا"..وكل حسنة فسبيلها المضاعفة والتكثير,, وكل سيـئة سبيلها المغفرة والتكفير, ولا يهلك على الله إلا هــالك..
أخي الحاج:
كـان السلف الصالح يستقبلون الحجيج عند قدومهم يسألونهم الدعاء ,ويقولون :استغفروا لنـا ,لأنهم قد عادوا من حجهم بلا ذنب فهم مظنة قبول الدعــاء...,
وأني أستقبلك في هذا المقـال سائلاً منك الدعـاء لكل إخوانك المسلمين أن يغفر الله ذنوبهم .. ويهدي قلوبهم ..ويصلح شأنهم ,ويصرف السوء عنهم ,ويتولاهم بما يتولى به الصالحين من عبــاده...
والسلام عليكم ورحمت الله وبركاته....
كتبه أخيـــك :
إبراهيم بن صالح الدحيم (أبو حذيفة)
- رحمه الله تعالى -